الأحد، 15 مايو 2016

مجزوءة المعرفة النظرية والتجربة

دروس الفلسفة مجزوءة المعرفة النظرية والتجربة    

في هذا الموضوع سندرس مجزوءة المعرفة مفهوم النظرية والتجربة سنبدا اولا باعطاء :
تقديم مجزوءة المعرفة
ملخص مجزوءة المعرفة
مواقف الفلاسفة في مجزوءة المعرفة
تلخيص مواقف مجزوءة المعرفة 

مجزوءة المعرفة النظرية والتجربة
مجزوءة المعرفة النظرية والتجربة

تقديم مجزوءة المعرفة

لقد حاولت الفلسفة خلال تاريخها الطويل صياغة قضايا المعرفة بطريقة تسمح بفهم الشروط التي تقوم عليها، متخذة من الحقيقة غاية  قصوى لكل عملية معرفية. وذلك بعد أن تقطع مع الرأي والمعرفة العامية للواقع، والتي تتميز بالسطحية، لكي تبني معرفة موضوعية وجوهرية متمثلة في الحقيقة، باعتبارها مطابقة الفكر لذاته على المستوى المنطقي، ومطابقة الحكم لموضوعه على المستوى المادي والواقعي. لقد اتخذت الحقيقة في التاريخ الحديث شكلا علميا، حيث وضع المجتمع العلمي المعاصر قواعد للبحث الموضوعي، وذلك باللجوء للتجربة والملاحظة، والقياس… التي تحول الفرضيات إلى قوانين علمية تعبر عن العلاقات الثابتة والمنتظمة بين الظواهر. إلا أن انتقال المعرفة العلمية من دراسة المادة إلى دراسة الإنسان ذاته، بما يتميز به من إرادة وحرية في الاختيار تجعله ينفلت من القوانين الحتمية، دفع العلوم الإنسانية إلى مراجعة مناهجها، وأدوات اشتغالها
                 تقديم مفهوم النظرية والتجربة

من المباحث الأساسية في الفلسفة المعاصرة نجد مبحث الإبستمولوجيا (الدراسة النقدية للمعرفة العلمية)، لقد ارتكز هذا المبحث على مجموعة من المفاهيم الفلسفية المرتبطة بالمجال العلمي وعلى رأسها مفهومي: النظرية والتجربة اللذان يطرحان عدة قضايا فلسفية سواء على مستوى النظرية أو على مستوى التجربة، أو على مستوى العلاقة بينهما. إضافة إلى تعدد المعايير لتمييز النظرية العلمية عن باقي أنواع النظريات الأخرى

المحور الأول من مجزوءة المعرفة النظرية والتجربة 

 التجربة والتجريب :




مواقف الفلاسفة


الفرق بين التجربة والتجريب : ألكسندر كويري 



يميز الفيلسوف ألكسندر كويري بين مفهومي التجربة والتجريب فإذا كان مفهوم التجربة ينتمي إلى المجال العلمي ، ويتم بشكل تلقائي عفوي وينتج معرفة علمية فإن مفهوم التجريب ينتمي إلى المجال العلمي ويتم وفق منهج وينتج معرفة علمية غالبا ما تكون صحيحة .



التجريب إنصات الطبيعة : كلود برنار 

يحدد كلود برنار الخطوات المنهجية للمنهج التجريبي في الملاحظة الفرضية والتجربة ويؤكد على ضرورة إلتزام العالم التجريبي بمجموعة من الشروط والمبادئ النظرية والمنهجية لبلوغ الحقيقة العلمية المتمثلة في القوانين التي تحكم الظواهر الطبيعية كما يشترط برنار على العالم أن يكون ملاحظا ومجربا في نفس الوقت هكذا تتأسس التجربة العلمية على المنهج التجريبي الذي وصفه العالم الإنجليزي فرانسيس بيكون وتبناه الطبيب الفرنسي كلود برنار .

الخيال والتجريب : روني طوم 

ينتقد روني طوم المنهج التجريبي الكلاسيكي الذي وضعه فرانسيس بيكون وتبناه كلود برنار القائم على اعتبار التجربة العلمية تتيح التحليل السببي لظاهرة من الظواهر ، لأن الاعتماد على التجريب فقط لا يكفي لتفسير العلاقات السببية الكامنة وراء حدوث الظواهر ، لذلك يجب إكماله بالخيال والعالم إذا ما أراد أن يبقى سجين خطوات المنهج التجريبي في صورته الكلاسيكية بل عليه اعتماد عنصر الخيال باعتباره عملية ذهنية ضرورية وأساسية في التجربة .

إذن تصور روني لا يلغي تصور كلود برنار ، بل اعتبره ناقصا وسعى إلى سد الثغرة الكامنة في إظافة عنصر الخيال .

المحور الثاني من مجزوءة المعرفة النظرية والتجربة 
العقلانية العلمية : 

مواقف الفلاسفة


العقلانية المبدعة :  " إينشتاين " 



يؤكد العالم الفيزيائي إينشتاين أن البناء الرياضي الخالص كفيل باكتشاف المفاهيم والقوانين التي تسمح بفهم الظواهر الطبيعية لأن مبدأ الخلاق في العلم لا يوجد في التجربة بل يوجد في العقل الرياضي أما وظيفة التجربة فتنحصر في توجيه العالم لإختيار المفاهيم والمبادئ المناسبة التي سيوظفها إذا كان مفهوم العقلانية يكفي جملة من المفاهيم والمبادئ والقوانين والتي يتشكل منها النسق النظري للعلم فإن هذه العقلانية بمثابة إبداعات حرة للعقل الرياضي .

حوار العقل والتجربة  : غاستون باشلار 

ينتقد العالم الإبستمولوجي الفرنسي غاستون باشلار تصور إينشتاين بخصوص مصدر العقلانية العلمية حيث يؤكد على أن العقل الرياضي وحده لا يستطيع إبداع المفاهيم والمبادئ والقوانين التي تسمح لنا بتغيير الظواهر الطبيعية فالمبدأ الخلاق في العلم لا يوجد في العقل وحده بل يوجد في ذلك الحوار الفلسفي القائم بين العقل والتجربة وهذا ما يجعله يلح على ضرورة دخول العالم العقلاني والعالم التجريبي في حوار جدلي بغية تأسيس العقلانية العلمية فهذه الأخيرة ترتكز على يقين مزدوج يقين علمي ، ويقين تجريبي . إن العقلانية العلمية حسب باشلار لا تكتمل داخل وعي معزول عن الواقع كما زعم إينشتاين بل تتحدد نتيجة لذلك الحوار الجدلي القائم بين العقل والتجربة .

المحور الثالث من مجزوءة المعرفة النظرية والتجربة 
معايير علمية النظريات العلمية : 

معيار تعدد الإختبارات  : بيير تويلي 

تستمد النظريات العلمية صحتها ومصداقيتها حسب تويلي من الفروض الإضافية والإختبارات المتعددة التي يجب أن يخضع إليها لكونها السبيل الوحيد لإخراجها من عزلتها وربطها بنظريات أخرى تؤكد صحتها ومصداقيتها ومن ثم فبيير تويلي يرفض اعتبار التحقق التجريبي معيار القوة وصلاحية النظرية العلمية لأنه معيار اختزالي أن معيار تعدد الاختبارات الناتج عن الفروض الإضافية هو المبتغى الحقيقي لمصداقية وصلاحية النظريات العلمية وتجدر الإشارة إلى أن تويلي اعتمد في تشكيل تصوره هذا على العالم القيزيائي الكندي صارو بوبوج الذي أكد على أهمية تنوع الإختبارات التجريبية والمقارنة بينهما في فحص النظريات العلمية .

معايير القابلية للتكذيب : كارل بوبر 

يقترح كارل بوبر معيار مخصوصا لصحة النظريات التجريبية أو تكذيبها إنه معيار القابلية للتكذيب .
فالنظريات العلمية تتسم بالصلاحية وللمصداقية لا لكونها مطابقة للواقع ومتحققة على نحو تجريبي بل لكونها قابلة للتكذيب والدحض وكل نظرية غير قابلة للتكذيب لا ترقى إلى مستوى النظرية العلمية لذلك فبوبر يرفض التجربة كمبدأ لصلاحية للنظرية ويقول في المقابل بمدأ التزييف . يتضح إذن أن النظرية العلمية التجريبية الأصلية هي التي تستطيع أن تقدم احتمالات ممكنة تفندها وتبرز ضعفها وتخض فروض بصفة قابلة للتفنيد والتكذيب .