الأحد، 15 مايو 2016

دروس الفلسفة ثانية باك

مجزوءة السياسة

مجزوءة المعرفة

مجزوءة الوضع البشري






مفهوم التاريخ

مجزوءة الوضع البشري الشخص

دروس الفلسفة مجزوءة الوضع البشري الشخص    

في هذا الموضوع سندرس مجزوءة الوضع البشري مفهوم الشخص سنبدا اولا باعطاء :
تقديم مجزوءة الوضع البشري
ملخص مجزوءة الوضع البشري
مواقف الفلاسفة في مجزوءة الوضع البشري
تلخيص مواقف مجزوءة الوضع البشري 

مجزوءة الوضع البشري الشخص
مجزوءة الوضع البشري الشخص


تقديم مجزوءة الوضع البشري

إن الوضع البشري بنية مركبة تتميز بالتعقيد، حيث تتداخل فيه عدة مستويات، منها ما هو ذاتي، وما  هو موضوعي، وما هو علائقي، وما هو زماني، إذ يتحدد الكائن البشري ذاتيا بالوعي، وموضوعيا بالتواجد مع الغير، والعلاقة التي تربط بينهما (الذات – الغير)، إضافة إلى الامتداد في الزمان التاريخي
فالكائن البشري، فرد ذو ملامح بيولوجية، ونفسية، وذهنية خاصة. تجعل منه شخصا محددا يتمتع بقسط من حرية الإرادة، لكنه في نفس الوقت مشروط بمحددات اجتماعية ونفسية لا واعية، لكن تَشَكُّلُه لا يتم في معزل عن الغير. وهكذا فوجود الغير والعلاقة معه شرط ضروري لبناء الذات. إن هذا البعد الغيري، هو بعد ضروري إلى درجة اعتبار العزل الانفرادي للشخص شكلا من أشكال العقاب القاسي. لكن العلاقة مع الغير هي جزء من علاقة أوسع هي العلاقات الاجتماعية، لأن الآخرين ليسوا مجرد أفراد متناثرين هنا وهناك، بل يشكلون نظاما جماعيا عاما منظما اقتصاديا وسياسيا وإداريا هو المجتمع، الذي يخضع لصيرورة زمنية تطورية يترابط فيها الماضي والحاضر بالمستقبل تسمى: التاريخ


المحور الأول من مجزوءة الوضع البشري الشخص 
الشخص والهوية:

مواقف الفلاسفة

جون لوك "الهوية الشخصية تتكون من الشعور الذي يمتلكه الإنسان بصدد أفعاله الخاصة فالشعور والفكر عنصران متلازمان لا يقبلان الإنفصال إذ هناك تلازم دائم بين المعرفة التي نحصلها وبين الإحساس والإدراك الراهن ، بالإظافة إلى مكون الشعور يقول لوك أن الهوية الشخصية تتسع وتمتد بالقدر الذي يمتد الشعور ليصل إلى الأفعال والأفكار وهذا ما يسمى بالذاكرة إنها امتداد الشعور في الزمان والمكان الماضيين



 أرثر شوبنهاور " الهوية الشخصية لا تتأسس على مادة الجسم أو صورته لأنهما عرضان قابلان للتجدد والتحول والتغير بينما الهوية الشخصية تبقى ثابتة قارة مطابقة لذاتها . كما أن الهوية الشخصية لا تتوقف على الشعور والذاكرة لأنهما لا يكفيان لتفسيرها ... وإنما تتوقف على الإرادة المتسمة بالثبات والتطابق فالإرادة هي نواة وجود الإنسان والركيزة الرئيسية التي تنبني عليها الهوية الشخصية فخلف كل ذات عارفة هناك ذات مريدة 

المحور الثاني من مجزوءة الوضع البشري : 
الشخص بوصفه قيمة

مواقف الفلاسفة


إيمانويل كانط " الشخص يستمد قوته من ذاته بكونه وسيلة يتم استخدامها لتحقيق غايات معينة .

إن الشخص بمثابة عقل أخلاقي عملي يمتلك كرامة ويستوجب الإحترام وهذا ما يجعله مميزا عن أشياء الطبيعة باعتبارها موضوعات غير عاقلة ووسائل يتم استخدامها لبلوغ غايات وأغراض معينة


جورج غوسدورف " قيمة الشخص لا تستمد من ذاته بل تتولد عن اشكال التضامن والتعاون الحاصل بينه وبين غيره ، فاستقلالية الشخص لا تعني العيش في وحدة وعزلة وإنما يعني الإنخراط داخل الجماعة والمشاركة في كل أشكال التضامن والتعاون القائمة فيها مع الإحتفاظ بخصوصيات ومميزات الذات ومن ثم تكون للشخص قيمة بقدر مايقدمه من تعاطف وتعاون ومشاركة مع الأخيار .

المحور الثالث من مجزوءة الوضع البشري :
الشخص بين الضرورة والحرية

مواقف الفلاسفة

جون بول سارتر " الشخص يتموقع داخل مجال الحرية لكونه يمتلك دون غيره من الكائنات القدرة عل تخطي وتجاوز الوضعية الراهنة والتعالي عليها بواسطة الشغل والفعل والحركة نحو وضعية مستقبلية يختارها بمحض وعيه وحريته وإرادته مما يجعله مسؤولا تمام المسؤولية عن مصيره ومستقبله وهذا ما يجعل منه مشروعا ، كما أن وجود الشخص يسبق ماهيته بالشخص يوجد أولا ثم بعد ذلك يحدد ماهيته بنفسه وحسب إرادته واختياره ، وهذا ما يجعله بمثابة نتيجة لأفعاله فالشخص هو ما يصنع بنفسه وهذا مايدل على امتلاكه لحرية مطلقة غير محدودة 

إيمانويل مونيي " الشخص يتموقع داخل مجال الحرية لكن هذه الحرية مشروطة بجملة من الإكراهات والإلتزامات والإشراطات فحرية الشخص ليست توكيدا مطلقا وليست خاصية بدون حدود بل هي محاطة بمجموعة من الموانع والعوائق والحواجز التي يجب اتخاذها كسند يتم الإعتماد عليه لتجاوز الوضع الراهن نحو وضع مستقبلي . إن الوضع الواقعي الذي يعيش في ظله الشخص هو ما يحد ويقيد حرية هذا الشخص مما يعني استحالة الحديث عن حرية مطلقة ، ناهيك عن كون حرية الشخص مرتبطة أشد الإرتباط بحرية الأخرين فهو لا يصبح حرا إلا بحرية الأشخاص المحيطين به

الخميس، 24 مارس 2016

مجزوءة السياسة - الحق والعدالة

مجزوءة السياسة -  الحق والعدالة

في هذا الدرس سنتطرق ل مجزوءة السياسة بالضبط مفهموها الحق والعدالة الذي يتضمن 3 محاور : الحق بين الطبيعي و الوضعي - العدالة أساس الحق - العدالة بين الإنصاف والمساواة .
كما يمكن الاطلاع على دروس المجزوء ات السابقة مجزوءة الوضع البشري والمجزوءة الثانية مجزوءة المعرفة وكذلك مفهوم العنف الذي كنا قد تطرقنا له سابقا في مجزوءة السياسية


مجزوءة السياسة -  الحق والعدالة
مجزوءة السياسة 

تقديم مجزوءة السياسة -  الحق والعدالة

الحق يندرج ضمن علاقات اجتماعية لا ينبغي أن يكون مطلقا بل يستوجب استحضار الواجب، والحق منهجية ووصايا تحدد للسلوك طريقا للأخلاق الفاضلة، والحديث عن الحق يستوجب استحضار مفهوم العدالة باعتباره قانونا يضمن للأفراد التمتع بحقوقهم وسلطة تلزمهم باحترام واجبات الآخرين، ويعتبر مفهوم الحق من المفاهيم النبيلة إذ تلتقي مع قيم الواجب والحرية والإنصاف.

المحور الأول : الحق بين الطبيعي و الوضعي:

هل أصل الحق طبيعي تماسس على القوة، أم أن مصدره ثقافي مستمد من القوانين و تشريعات المجتمع؟

مجزوءة السياسة -  الحق والعدالة : مواقف الفلاسفة

"هوبز" كان الإنسان قبل تكوين الدولة والمجتمع يتمتع بحق طبيعي يخوله استخدام القوة للوصول إلى ما يستطيع الحصول عليه، بسبب هذه الفوضى فضل الإنسان الانتقال إلى حالة المجتمع من خلال تعاقد اجتماعي،

"ج.ج.روسو" كان الإنسان يتمتع بحقوقه في حالة الطبيعة، ومع تغير الأحداث جاء المجتمع فكان التعاقد الاجتماعي مصدرا لحقوق ثقافية.

المحور الثاني : العدالة أساس الحق:

مجزوءة السياسة -  الحق والعدالة : مواقف الفلاسفة

"اسبينوزا" العدالة هي تجسيد للحق وتحقيق له فلا توجد حقوق خارج إطار القوانين، ولهذا يُمنع على الحاكم خرق القانون لأنه هو من يسهر على تطبيقه.

"آلان" أساس التمتع بالحقوق هي العدالة، والعدالة هي القوانين التي يتساوى أمامها كل الأفراد بغض النظر على اختلافاتهم.

المحور الثالث : العدالة بين الإنصاف والمساواة:

هل يكفي تطبيق القانون والعدالة لينال كل فرد حقه؟ أم لابد من استحضار الإنصاف؟ وهل ينبغي تطبيق القانون بشكل حرفي، أم لابد من اتخاذ خصوصية كل حالة؟

مجزوءة السياسة -  الحق والعدالة : مواقف الفلاسفة

"أرسطو" العدالة ينبغي أن تتجه نحو الإنصاف ومعنى ذلك أن يتم تطبيق القانون وفق فهم سليم مع مراعاة ظروف الإنسان دائما وحسب الحالة الخاصة.

"راولس" تتأسس العدالة على مبادئ أخلاقية منها مبدأ الواجب الذي يلزم الإنسان الاتصاف بالعدل، والعدالة حسب هي المساواة النابعة من أساس طبيعي، ومستندة على اتفاق يتم بموجبه صياغة قوانين تتوخى الإنصاف، وتنبني العدالة على مبدأين المساواة في الحقوق و الواجبات.


الاثنين، 21 مارس 2016

مجزوءة السياسة - العنف

في هذا الموضوع نضع لكم درسا اخر من دروس الفلسفة وهو مفهوم العنف الذي يتاطر ضمن مجزوءة الوضع البشري
العنف كنا قد تطرقنا سابقا لمفهموها الاول وهو الدولة

كما يمكنك الاطلاع على الدروس السابقة :


مجزوءة الوضع البشري 


مجزوءة المعرفة 
مجزوءة السياسة - العنف
مجزوءة السياسة - العنف



مجزوءة السياسة - العنف

يعتبر العنف بمثابة إفراط في استخدام القوة بشكل يخالف القانون ويؤدي إلى إلحاق الضرر سواء بالطبيعة أو الإنسان، غير أنه لا يمكن حصر العنف في نموذج واحد من السلوكات بل يتخذ أشكالا متعددة مادية ومعنوية، ويأتي الاهتمام بالعنف في إطار فهم طبيعة الإنسان وتنظيم علاقته بالغير قد كان اهتمام الفلاسفة بالعنف منذ العصور القديمة، غير أن العصور الراهنة جعلت البحث في مجال العنف يتشعب ويتسع، إذ أصبح ينظر إلى العنف على أنه مشكل يهدد استقرار المجتمع غير أن العنف تنبع أصوله من رغبات الإنسان و متجدر في الطبيعة.


" ج. ج. روسو" العلاقات الاجتماعية تتصف بممارسات كثيرة للعنف، و مصدر العنف هو الدفاع عن الملكية الخاصة.

مجزوءة السياسة - العنف المحور الاول : أشكال العنف:

ما هي أشكال العنف؟ هل العنف طبيعي أم ثقافي؟

المواقف الفلسفية :

" لورنتز" يشترك الإنسان مع الحيوان في الجوانب العدوانية، ويتصف الحيوان بامتلاك كوابح طبيعية عصبية، أما كوابح الإنسان فهي ثقافية.

" كلوزفتش" الحرب هي ممارسة العنف اتجاه الغير بهدف إخضاعه لإرادة الذات، الحرب سلوك عدواني يقتصر على الإنسان فقط.

مجزوءة السياسة - العنف : العنف في التاريخ:

هل يتراجع العنف مع تقدم التاريخ، أم العكس؟ و ما هو نوع العنف المتحكم في التاريخ؟

المواقف الفلسفية :

" انغلز" هناك عنف سياسي وعنف اقتصادي هدفه الإنتاج وامتلاك وسائل الإنتاج، وغالبا ما يحدد الثاني الأول ما دام العنصر الاقتصادي اساس التطور.

" فرويد" السلطة الناتجة عن اتحاد واتفاق الجماعة هي مصدر الحق والقانون، والقانون بمثابة عنف جماعي يوجه ضد المتمردين بهدف الحفاظ على الحقوق.

مجزوءة السياسة - العنف : العنف والمشروعية:

هل هناك عنف مشروط أم إن كل إشكال العنف مرفوضة؟ من يمتلك حق ممارسة العنف؟ هل يحق للشعب مواجهة عنف الدولة بعنف مضاد(الثورة)؟

المواقف الفلسفية :

" كانط" تمرد الشعب واستخدامه للعنف يؤدي إلى الفوضى وتضيع معها كل الحقوق، إن الحاكم وحده من يملك حق استخدام العنف.

" فايل" العنف سلوك حيواني عدواني يحط من قدر الإنسان، انه مشكل أمام الفلسفة، إذ تعد الفلسفة صراع فكري لا جسدي.


منهجية الفلسفة باك - تحليل النص والقولة والسؤال

الأحد، 20 مارس 2016

مجزوءة السياسة الدولة

دروس الفلسفة مجزوءة السياسة الدولة 

في هذا الموضوع سندرس مجزوءة السياسة مفهوم الدولة سنبدا اولا باعطاء :
تقديم مجزوءة السياسة
ملخص مجزوءة السياسة
مواقف الفلاسفة في مجزوءة السياسة
تلخيص مواقف مجزوءة السياسة 

مجزوءة السياسة الدولة
مجزوءة السياسة الدولة

تقديم مجزوءة السياسة

يعد مفهوم السياسة من الموضوعات التي اهتمت بها الفلسفة لكونها تتناول التنظيم الاجتماعي ووضع ضوابط للسلوك الإنساني، إنها المجال الذي يرتبط بامتلاك السلطة و ممارستها من خلال مؤسسات تهدف إلى تدبير الشأن العام، ويمكن تقسيم الاهتمام بالسياسة إلى مجالين مختلفين يتمثل الأول في المجال الفلسفي الذي يتناول موضوع السياسة من ناحية نظرية يهدف من خلالها إلى تحديد ما ينبغي أن يكون، لذلك فان معظم النظريات الفلسفية في السياسة اتصفت بالمثالية و توخت التنظير لدولة مثالية، و انتقاد ما هو قائم في الواقع، أما المجال الثاني فيتجلى في الممارسة التطبيقية للسياسة في الواقع من قبل رجل السياسة و تعتمد عدة مؤسسات تتحدد مهمتها في الحفاظ على حقوق الناس و إقامة العدل و القضاء على العنف.


تقديم لمفهوم الدولة

يتربع مفهوم الدولة عرش الفلسفة السياسية، لما يحمله من أهمية قصوى سواء اعتبرناه كيانا بشريا ذو خصائص تاريخية، جغرافية، لغوية، أو ثقافية مشتركة؛ أو مجموعة من الأجهزة المكلفة بتدبير الشأن العام للمجتمع. وتعد الدولة مدافعة عن حقوق الإنسان ومنظمة للعلاقات الاجتماعية وضامنة للأمن، و لكنها في نفس الوقت تمارس سلطات على الإنسان و تحد من حرياته. فإن دل الاعتبار الثاني على شيء فإنما يدل على كون الدولة سيف على رقاب المواطنين وعلى هؤلاء الامتثال والانصياع،

المحور الأول من مجزوءة السياسة الدولة : مشروعية الدولة وغاياتها:


من أين تستمد الدولة مشروعيتها؟ و ما هي غاياتها؟

مواقف الفلاسفة 


"اسبينوزا" ليس الهدف من الدولة الاستبداد والإخضاع، بل هدفها ضمان حقوق الناس وتوفير حرياتهم، شريطة ألا يتصرفوا ضد سلطتها.

"هيغل" تقوم الدولة بخدمة الأفراد وبشكل تنظيمي توفر لهم حقوقهم، وتبقى أهم من الفرد باعتبارها أفضل وجود للإنسان.

المحور الثاني من مجزوءة السياسة الدولة : طبيعة السلطة الذاتية:

كيف ينبغي للحاكم أن يتعامل مع شعبه؟ هل يجب أن يقوم بكل ما يضمن له السلطة و الاستمرارية، أم ينبغي أن يكون قدوة لشعبه؟

مواقف الفلاسفة 

"ماكيافيلي"على الحاكم أن يستخدم كل الوسائل للتغلب على خصومه وبلوغ غايته، وعليه أن يعرف كيف يخضع الناس لسلطته بالقانون والقوة معا.

"ابن خلدون" على الحاكم أن يكون القدوة لشعبه يحترم الأخلاق الفاضلة ويدافع عن الحق، وعليه أن يتعامل بحكمة واعتدال مع شعبه.

المحور الثالث من مجزوءة السياسة الدولة : الدولة بين الحق والعنف:

من أين تستمد الدولة مشروعيتها، هل من الدفاع عن الحقوق أم من اللجوء إلى العنف؟ و كيف يتم تدبير العنف داخل الدولة؟ أليس الاعتماد على العنف دليل على عدم مشروعية الدولة؟

مواقف الفلاسفة 

"ماكس فيبر" الدولة وحدها من تمتلك حق ممارسة العنف وذلك لإخضاع الناس للقانون ومن هنا فإن العنف الذي تمارسه الدولة يعتبر مشروعا.

"عبد الله العروي" كل دولة تعمل على إخضاع الشعب لسلطاتها بالقوة والعنف ولا يجمع عليها الناس ولا يكون الحاكم مختارا من طرف الشعب لا تعتبر دولة شرعية، والعكس صحيح.

منهجية الفلسفة باك - تحليل النص والقولة والسؤال

الجمعة، 15 مايو 2015

درس جد منظم لمفهوم الدولة مجزوءة السياسة

تقديم لدرس مفهوم الدولة الذي يندرج ضمن مجزوءة السياسية والذي يحتوي على ثلاث محاور : المحور الأول مشروعية الدولة وغاياتها والمحور الثاني طبيعة السلطة السياسية والمحور الثالث الدولة بين الحق والعدالة .


مفهوم الدولة مجزوءة السياسة

مفهوم الدولة مجزوءة السياسة

المحور الأول : مشروعية الدولة وغاياتها 

يتناول هذا المحور الأول من مفهوم الدولة الغاية المتوخاة من وراء قيام الدولة حيث سيتم التساؤل عن الهدف المنشود من تأسيس الدولة هل هو تحقيق الحرية أم تجسيد الروح ؟

غاية الدولة هي الحرية : باروخ اسبينوزا 

إذا كان الإنسان قد عاش في الحالة الطبيعية حالة من الخوف والحرب والتأمل حيث كان القوي يأكل الضعيف وكان الحق حق الأقوى وكان القانون غاية فإن انتقاله من حالة الطبيعة إلى حالة الثقافة وبتأسيسه مؤسسة الدولة سيعم بالأمن والأمان وسيعيش حالة من الإستقرار والسلام ويتتع بكافة حقوقه الطبيعية وعلى رأسها الحق في الحرية والحق في الحياة وهذا ما يجعل من وجود الدولة وجودا مشروعا نظرا للغاية التي خلقت من أجلها وهي تحقيق الحرية . إن الدولة حسب اسبينوزا ليست الغاية منها ممارسة السيادة أو ارهاب الناس وتخويفهم كما ليس من غاياتها تحويل الكائنات العاقلة وإنما الغاية منها ضمان حرية التفكير وحرية الكلام وحرية إصدار الأحكام وصيانة جميع الحقوق الطبيعية التي من الضروري أن يتمتع بها على الجميع الخضوع لإرادة الدولة أو ما يسمى بالإرادة العامة .

دولة العقل : هيغل 

إن الغاية من وراء قيام الدولة ليست هي تحرير الفرد من الخوف وضمان الإستقرار والأمن له لأن ذلك يدخل في اختصاصات مؤسسات المجتمع المادي فهذه الأخيرة هي التي تهتم بخدمة مصالح الأفراد البدائية المرتبطة بحياتهم اليومية أن الدولة حسب هيغل هي التحقق العقلي لفكرة الروح المطلق فعلى الإرادة الجوهرية وهذه الوحدة الجوهرية هي الغاية المطلقة للدولة لدى يجب التمييز بين الدولة وبين مؤسسات المجتمع المدني فالدولة هي تجسيد وتمثليل الروح المطلق لدى يجب على كل فرد الخضوع والإمتثال لها أما مؤسسات المجتمع المدني فهي في خدمة الراعية .

المحور الثاني : طبيعة السلطة السياسية 

سيتطرق هذا المحور الثاني من مفهوم الدولة إلى مسألة الأسس والركائز التي تنبني عليها ممارسة السلطة السياسية أو بصيغة أخرى الخصائص والمميزات التي يقتصر بها ممارسة السلطة السياسية ( الأمير والسلطان ) فهل السلطة السياسية تتم بخصائص الفكر والخداع والخيانة أم تتعلق بسمات الرفق والإعتدال والتوسط . 

السياسة صراع : نيكولاي ماكيافيلي 

يعتبر المفكر الإيطالي ماكيافيلي السياسة مجال صراع بين الأفراد والمجتمعات أو الجماعات حول السلطة لكن الغلبة فيه لا تعود دائما للأقوى إذ يحتاج القوة دائما إلى الفكر والخديعة والخيانة . لقد ميز ماكيافيلي بين طريقتين من الإقتتال أو من الأمير أن يستخدمها مادامت الأولى غير كافية في الغالب تكون الأولى تعتمد القوانين وهي خاصة بالبشر بينما الثانية تعتمد القوة وهي خاصة بالحيوان لذا على الأخير أن يتصرف كالحيوان عليه أن يتصف بالقوة كالأسد والغدر كالثعلب الذي يحتاج إلى القوة ليخيف بها الذئاب ، بالإظافة إلى هذا على الأمير أن يكون حكيما والحكمة هنا تقتضي أن لا يحفظ إلا الذي يكون في مصلحته وأن لا يفي إلا بالوعد النافع .

السياسة اعتدال : ابن خلدون 

يرى عبد الرحمان ابن خلدون أن الرفق والإعتدال والتوسط في سمات وصفات السلطة السياسية فالرفق هو أساس حسن الملكة وحسن الملكة يتجلى في التوسط والإعتدال فالسلطان لا يجب أن يكون ذكيا لأن ذلك افراط في الفكر كما أن الغباوة افراط الخمود والمحدود هو التوسط لذا لا يجب على السلطان أن يكون قاهرا على رعيته لأن ذلك يسبب هلاكهم أما إذا كان رفيقا بهم ورحيما عليهم فسيحبونه ويخلصون له ومن أجله .

المحور الثالث : الدولة بين الحق والعدالة

 يتمحور هذا المحور الأخير من مفهوم الدولة حول الأسس والركائز التي ترتكز عليها الدولة لذا سيتم التساؤل عن قوام الدولة هل هو العنف أم هو الحق ؟

مشروعية العنف :  ماكس فيبر 

يعرف فيبر السياسة بكونها قيادة لتجمع سياسي يسمى الدولة ويعرف الدولة من خلال الوسيلة الخاصة بها هي ممارسة العنف المادي المشروع فغياب العنف يعني في نهاية المطاف غياب الدولة وسيادة الفوضى لذا فكل دولة تقوم على العنف فلممارسة السلطة تلجأ السلطات السياسية إلى العنف وهذا ما يستمده على وجود علاقة وثيقة بين الدولة والعنف بالإظافة إلى المجتمع البشري والمجال الترابي تحتاج الدولة بقيامها إلى احتكار واستخدام العنف المشروع لكونه مفيدا فلا يحق لأي كان سواء أفراد أو جماعات أن يمارسوا العنف إلا إذا حصلوا على موافقة الدولة وهذه الأخيرة هي المالك الوحيد لحق استخدام العنف إنما المصدر الوحيد للحق في ممارسة العنف ويؤكد فيبر أن الدولة الديموقراطية دولة الحق والقانون واحترام الحقوق الأساسية للإنسان .

الشرعية والإجماع : عبد الله العروي 

إن ما يكون قوام الدولة ليس هو الجهاز القمعي بل هو الشرعية والإجماع فالجهاز القمعي لا يستطيع وحده أن يضمن الشرعية والإستقرار في عالم تتعدد فيه النزاعات إذ لابد من امتثال ايدولوجية فهي التي تكسب الدولة والناس وإجماعهم إنما السبيل الوحيد لتصبح الدولة مشروعة بأن الدولة الحق هي التي تجعل وتجمع بين ماهو تنظيمي إداري وماهو سلوكي وأخلاقي ومن ثم فالدولة التي لا تمتلك الشرعية والإجماع لا يتحقق بها ممارسة العنف وفي حالة ممارسة يكون عنفا غير مشروع .