الثلاثاء، 17 أبريل 2018

ملخص مجزوءة الوضع البشري

في هذا الموضوع سنضع بين ايديكم ملخص مجزوءة الوضع البشري التي تضم 3 دروس الشخص والغير والتاريخ بالنسبة للشعب الادبية
ملخص مجزوءة الوضع البشري
ملخص مجزوءة الوضع البشري



مفهوم الشخص

یعتبر الشخص قضیة أساسیة في صلب التفكیر الفلسفي باعتباره تفكیرا في الإنسان، عرفت الفلسفة الشخص باعتباره ذات واعیة عاقلة مفكرة حرة متأملة وذات أخلاقیة، فالشخص هو الذي قال عنه "كانط" ذات یوم (كائن أخلاقي). فبالأخلاق یتحدد الإنسان كإنسان.

المحور الأول: الشخص والهویة (جون لوك × أرثور شوبنهاور)

موقف جون لوكأساس هویة الشخص توجد في الفكر بالشعور والذاكرة كامتداد للزمكان، فهویة الشخص هي تطابق ذات مع ذاتها مایجعلها ثابتة لاتتغیر.

موقف أرثور شوبنهاورهویة الشخص توجد في الإرادة باعتبارها شيء یضل ثابت في الإنسان ولا یتغیر.

المحور الثاني: الشخص بوصفه قیمة (إیمانویل كانط × جورج غوسدورف)

موقف إیمانویل كانطمن منظور أخلاقي فأساس قیمة الشخص توجد في الكرامة وكون الإنسان غایة في ذاته ولیس وسیلة، فالإنسان كائن عاقل یستحق كل الإحترام والتقدیر.

موقف جورج غوسدورفقیمة الشخص توجد في اعتباره كائنا اجتماعيا یشارك الجماعة في الوجود، ومن خلال هذه المشاركة تتحدد قیمته كذات أخلاقیة.

المحور الثالث : الشخص بین الضرورة والحریة (جون بول سارتر × إیمانویل مونیي)

موقف جون بول سارترمن الزاویة الوجودیة، الإنسان مشروع دائم التغییر والتحول ویتحدد بمشروعه الخاص. والإنسان من هذا المنظور له حریة تربطه بوجوده الخاص.

موقف إیمانویل مونیيللشخص حریته، لكنها حریة مشروطة بالظروف التاریخیة والإجتماعیة التي یتواجد فیها ومن خلال وضعه الواقعي، إلا أن هذا الوضع لا یعني الخضوع للضرورة.

مفهوم الـغـیـر

هو الآخر من الناس، أي الأنا الآخر مخالف ومطابق أنا لیس أنا أو أنا آخر مثلي.




المحور الأول: وجود الغیر (مارتن هایدغر × جون بول سارتر)

موقف مارتن هایدغروجود الغیر في الحیاة الیومیة المشتركة یفرغ الذات من ممیزاتها الخاصة ویشكل علیها تهدیدا بحیث یفقد الشخص هویته وسیشبه الجمیع وكأنه لا إحد.

موقف جون بول سارتربین الأنا والغیر صراع، كل منهما ینظر للآخر نظرة تشیيء وهو صراع ضروري لكي تحقق كل ذات وعیا بذاتها.

المحور الثاني : معرفة الغیر (إدموند هوسرل × غاستون بیرجي)

موقف إدموند هوسرلمعرفة الغیر ممكنة ویتم التعرف علیه بوصفه ذات تشبهني وتختلف عني في نفس الوقت وأساس هذه المعرفة هو البینذاتیة.

موقف غاستون بیرجيبین الأنا والغیر جدار سمیك لا یمكن لأي أحد منهما أن یتجاوزه وهذا الجدار هو ما سماه بالحمیمیة.

المحور الثالث : العلاقة مع الغیر (إیمانویل كانط × أوغست كونت)

موقف إیمانویل كانطبالصداقة یمكن خلق علاقة إنسانیة نبیلة بین شخصین جوهرها الحب والإحترام المتبادلین.

موقف أوغست كونتبالغیریة ستجد الإنسانیة غایتها الكبرى في نشر قیم العقل والعلم والتضامن والإستقرار في العالم والتي تتمثل في نكران الذات والتضحیة من أجل الغیر.

مفهوم التاریخ ( خاص بالشعب الادبية فقط )

هو مجموعة من الأحداث والوقائع في الزمن الماضي وفي علاقتها بالإنسان كل منهما یمكن أن یحدد الآخر.

المحور الأول : المعرفة التاریخیة (بول ریكور × ریمون آرون)

موقف بول ریكورالمعرفة التاریخیة مبنیة وفق منهج مفكر فیه من طرف المؤرخ ولا تكون معطاة، وإذا تشابه والعلوم الحقة فإنه یبقى منهجا خاصا استنادا لطبیعة الموضوع.

موقف ریمون آرونمعرفة الماضي تحتاج جهدا وتكون صعبة ومعرفة الحاضر تكون تلقائیة حیث أن الباحث یعیشها.

المحور الثاني: فكرة التقدم في التاریخ (كارل ماركس × موریس میرلو–بونتي)

موقف كارل ماركسمن منظور المادیة التاریخیة فالتاریخ یتقدم بفعل التناقض القائم بین قوى الإنتاج وعلاقات الإنتاج، في نهایة مطاف هذا التناقض یولد مجتمع جدید وبالتالي تاریخ جدید.

موقف موریس میرلو–بونتيإذا كان التاریخ یتقدم وفق منطق محدد وخاضع للضرورة فالعرضیة أیضا لها دور أساسي.

المحور الثالث : دور الإنسان في التاریخ (فریدیریك هیغل × جون بول سارتر)

موقف فریدیریك هیغلالتاریخ "ماكر" وجعل الإنسان یعتقد نفسه صانعا له، ویجعل منه وسیلة تنفذ إرادته وفق مسار الروح المطلق.

جون بول سارترالإنسان صانع للتاریخ وقت تمكنه من الوعي بشروط هذه الصناعة التي أساسها الوعي والحریة.
كما يمكنك الاطلاع على الدروس السابقة :

مجزوءة الأخلاق

الأحد، 15 مايو 2016

مجزوءة الوضع البشري الغير

دروس الفلسفة مجزوءة الوضع البشري الغير    

في هذا الموضوع سندرس مجزوءة الوضع البشري مفهوم الغير سنبدا اولا باعطاء :
تقديم مجزوءة الوضع البشري
ملخص مجزوءة الوضع البشري
مواقف الفلاسفة في مجزوءة الوضع البشري
تلخيص مواقف مجزوءة الوضع البشري 

مجزوءة الوضع البشري الغير
مجزوءة الوضع البشري الغير


تقديم مجزوءة الوضع البشري

إن الوضع البشري بنية مركبة تتميز بالتعقيد، حيث تتداخل فيه عدة مستويات، منها ما هو ذاتي، وما  هو موضوعي، وما هو علائقي، وما هو زماني، إذ يتحدد الكائن البشري ذاتيا بالوعي، وموضوعيا بالتواجد مع الغير، والعلاقة التي تربط بينهما (الذات – الغير)، إضافة إلى الامتداد في الزمان التاريخي
فالكائن البشري، فرد ذو ملامح بيولوجية، ونفسية، وذهنية خاصة. تجعل منه شخصا محددا يتمتع بقسط من حرية الإرادة، لكنه في نفس الوقت مشروط بمحددات اجتماعية ونفسية لا واعية، لكن تَشَكُّلُه لا يتم في معزل عن الغير. وهكذا فوجود الغير والعلاقة معه شرط ضروري لبناء الذات. إن هذا البعد الغيري، هو بعد ضروري إلى درجة اعتبار العزل الانفرادي للشخص شكلا من أشكال العقاب القاسي. لكن العلاقة مع الغير هي جزء من علاقة أوسع هي العلاقات الاجتماعية، لأن الآخرين ليسوا مجرد أفراد متناثرين هنا وهناك، بل يشكلون نظاما جماعيا عاما منظما اقتصاديا وسياسيا وإداريا هو المجتمع، الذي يخضع لصيرورة زمنية تطورية يترابط فيها الماضي والحاضر بالمستقبل تسمى: التاريخ

المحور الأول من مجزوءة الوضع البشري الغير 

وجود الغير:

مواقف الفلاسفة

"مارتن هايدغر"الغير عنصر مهدد بالنسبة للأنا لكون هذا الأخير قبضته مادام يجمعهما وجود يومي مشترك ، ويتجلى هذا التهديد في فعل الإفراغ والإفقاد والتذويب .
فالغير يفقد الأنا ما يميز هويته كاختلاف ، ويفرغه من كينونته الخاصة فيجعله بذلك لا يتطابق مع ذاته إذ يذوب في نمط وجود الغير ، فيبدأ بالإختفاء بسبب فقدانه تفرده وتميزه .




يتضح إذن أن وجود الأنا مع الغير داخل حياة يومية مشتركة يجعل من الأنا ذاتا شبيهة مثيلة للغير إذ يفقدها الغير كل تميزها وخصوصيتها ويفرغها من كينونتها ويذيبها في نمط وجوده .

"جون بول سارتر" ان الغير شرط وجودي لا غنى عنه لوجود الأنا ووعيها بذاتها فالوعي بالذات يحصل من خلال الوعي بالغير والإحساس بالإنفصال عنه ، ناهيك عن كون معرفة الأنا لنفسها رهين ومشروط بمعرفتها بغيرها ، فالغير هو الوسيط الذي من خلاله تعرف الأنا نفسها كما أن حرية الأنا مقترنة أشد الاقتران بوجود الغير إذ من خلال العلاقة معه تثبت الأنا حريتها إلا أن سارتر بين تهديد الغير للأنا من خلال النظرة حيث اعتبر وجود الغير مصدر تهديد بالنسبة للأنا إذ من خلال النظرة يشيئ الغير الأنا ويشل كل قدراته ويجمد كل امكانيته ومن ثم ينزله من مرتبة الشخص إلى مرتبة الشيئ أي من مرتبة الذات إلى مرتبة الموضوع وهذا ما يجعل من تصور سارتر موقفا مزدوجا ينظر إلى وجود الغير وكأنه عملة ذات وجهين وجه إيجابي يتجلى في ضرورته واهميته ووجه سلبي يتمظهر من خلال تهديده وخطورته .


المحور التاني من مجزوءة الوضع البشري الغير 

معرفة الغير:

مواقف الفلاسفة

" ماكس شيلر" أن الأنا بمقدوره تحصيل معرفة بصدد الغير ونعت هذه المعرفة بأنها معرفة كلية يتوحد فيها الظاهر بالباطن ، العرفي بالجوهر ، السطح بالعمق ، القشور باللب .... وهذا مايدل على رفض شيلر لتجزييء وتقسيم الذات الانسانية إلى ثنائيات وأهمية لا أساس لها من الصحة فعندما يدرك الأنا الغير يدركه كليته ووحدته ؛ فهم يدركه ادراكا يجمع بين المظاهر الجسمية والعالم الداخلي النفسي مما يدل على وحدة وكلية هذه المعرفة .

يؤكد الفيلسوف الألماني ماكس شيلر أن الأنا بمقدوره تحصيل معرفة بصدد الغير ونعت هذه المعرفة بأنها معرفة كلية يتوحد فيها الظاهر بالباطن ، العرفي بالجوهر ، السطح بالعمق ، القشور باللب .... وهذا مايدل على رفض شيلر لتجزييء وتقسيم الذات الانسانية إلى ثنائيات وأهمية لا أساس لها من الصحة فعندما يدرك الأنا الغير يدركه كليته ووحدته ؛ فهم يدركه ادراكا يجمع بين المظاهر الجسمية والعالم الداخلي النفسي مما يدل على وحدة وكلية هذه المعرفة .

وفي نفس المنحنى يؤكد الفيلسوف الالماني ايدموند هوسرل الطرح الذي تبناه ما عكس شيلر فمعرفة الغير من طرف الأنا ممكنة وذلك من خلل البينذاتية باعتبارها أساسا وقاعدة لتحقيق هذه المعرفة . إن معرفة الغير من طرف الأنا لا تتم بوصفه ذاتا مستقلة من ذات الأنا بل تتم معرفته كذات نفسية لها جسم ونفس مثل جسم ونفس الأنا ، وتدرك هي الأخرى العالم الذي يدركه الأنا ، إنها في نفس الوقت شبيهة به ومختلفة عنه .

ويقترح هوسرل تجربة التوحد الحدسي بالغير وكسبيل ومسلك يتم اعتماده لتحقيق هذه المعرفة ، إذ بإمكان كل واحد أن يتوعد حدسيا بالغير أن يأخذ مكانه وأن يعيش تجربة فمعرفته الغير إذن لا تتم مباشرة بل من خلال تجربة غير مباشرة يسميها هوسرل التوافق الباطني وهي لحظة تحقق التوحد الحدسي مع الغير مما يفيد أن البينذاتية هي أساس معرفة الأنا للغير . وعلى خلاف هاذين التصورين يقر الفيلسوف الفرنسي غاستون بيرجي استحالة معرفة الغير من طرف الأنا لكون وجود الغير خارج عن تجربة الذت خروجا مطلقا ، وعليه فمعرفته تنفلت من الأنا تماما . إن عالم الغير عالم داخلي منغلق لا يمكن اقتحامه ، فالغير له حياته الخاصة والحميمية يأوي إليها ويحتمي بها مما يجعل هذه العزلة وتلك الحميمية عائقا وحاجزا يحول دون كل إمكانية للتواصل مع الغير أو الوعي به أو معرفته . إن استغراء ذات الغير في تجربتها الذاتية هو الذي يمثل الوجود الحقيقي ، فهذه التجربة لا يمكن نقلها أو الإخبار عنها أو مشاركتها مع الأنا وعليه يمكن القول أن معرفة الأنا للغير أمر مستحيل بسبب حاجز العزلة وعائق الحميمية .


المحور الثالت من مجزوءة الوضع البشري الغير 

العلاقة مع الغير :

مواقف الفلاسفة


إن الصداقة حسب الفيلسوف الألماني كانط ضرب من ضروب العلاقة الإيجابية القائمة بين الأنا والغير ، تتأسس على الحب والإحترام المتبادلين ، وهذا ما يجعلها واجبا أخلاقيا يجب على كل شخص السعي نحوه لأن في ذلك سعي نحو تحقيق السعادة ، وتتخذ الصداقة بين الأنا والغير بعدا ذاتيا لكونها علاقة مثالية للتعاطف بين صديقين جمعت بينهما إرادة طيبة تحقق لهما الغير معا ، كما يؤكد كانط أن الصداقة الحق لا يجب أن تقوم على مصالح ومنافع معينة بل يجب أن يكون اساسها وقوامها الإحترام والحب المجسدين للبعد الأخلاقي والوجداني .



هذا من جهة ومن جهة أخرى يقر الفيلسوف كونت أن الغيرية ( الإيثار ) نمط من أنماط العلاقة الإيجابية القائمة بين الأنا والغير فإذا كانت بعض الكائنات المنحطة التي تعيش من أجل ذاتها لكونها تكون سجينة لأنانية همجية فإن الإنسان بما هو شخص أخلاقي يعيش من أجل الغير لكونه يؤمن بأنه مدين للإنسانية بكل ما يملك إذ للإنسانية فضل كبير على كل فرد ولا يمكن للفرد أن يرد ولو جزء ا بسيطا مما تلقاه منها ولو كان على درجة عالية من المهارة والنشاط وتتخذ الغيرية بعدا كونيا لكونها تربط الأنا بالإنسانية جمعاء وتجعله يعيش من أجل الأغيار ويكرس حياته لخدمتهم وتقديم العون لها .


مجزوءة الوضع البشري الشخص

دروس الفلسفة مجزوءة الوضع البشري الشخص    

في هذا الموضوع سندرس مجزوءة الوضع البشري مفهوم الشخص سنبدا اولا باعطاء :
تقديم مجزوءة الوضع البشري
ملخص مجزوءة الوضع البشري
مواقف الفلاسفة في مجزوءة الوضع البشري
تلخيص مواقف مجزوءة الوضع البشري 

مجزوءة الوضع البشري الشخص
مجزوءة الوضع البشري الشخص


تقديم مجزوءة الوضع البشري

إن الوضع البشري بنية مركبة تتميز بالتعقيد، حيث تتداخل فيه عدة مستويات، منها ما هو ذاتي، وما  هو موضوعي، وما هو علائقي، وما هو زماني، إذ يتحدد الكائن البشري ذاتيا بالوعي، وموضوعيا بالتواجد مع الغير، والعلاقة التي تربط بينهما (الذات – الغير)، إضافة إلى الامتداد في الزمان التاريخي
فالكائن البشري، فرد ذو ملامح بيولوجية، ونفسية، وذهنية خاصة. تجعل منه شخصا محددا يتمتع بقسط من حرية الإرادة، لكنه في نفس الوقت مشروط بمحددات اجتماعية ونفسية لا واعية، لكن تَشَكُّلُه لا يتم في معزل عن الغير. وهكذا فوجود الغير والعلاقة معه شرط ضروري لبناء الذات. إن هذا البعد الغيري، هو بعد ضروري إلى درجة اعتبار العزل الانفرادي للشخص شكلا من أشكال العقاب القاسي. لكن العلاقة مع الغير هي جزء من علاقة أوسع هي العلاقات الاجتماعية، لأن الآخرين ليسوا مجرد أفراد متناثرين هنا وهناك، بل يشكلون نظاما جماعيا عاما منظما اقتصاديا وسياسيا وإداريا هو المجتمع، الذي يخضع لصيرورة زمنية تطورية يترابط فيها الماضي والحاضر بالمستقبل تسمى: التاريخ


المحور الأول من مجزوءة الوضع البشري الشخص 
الشخص والهوية:

مواقف الفلاسفة

جون لوك "الهوية الشخصية تتكون من الشعور الذي يمتلكه الإنسان بصدد أفعاله الخاصة فالشعور والفكر عنصران متلازمان لا يقبلان الإنفصال إذ هناك تلازم دائم بين المعرفة التي نحصلها وبين الإحساس والإدراك الراهن ، بالإظافة إلى مكون الشعور يقول لوك أن الهوية الشخصية تتسع وتمتد بالقدر الذي يمتد الشعور ليصل إلى الأفعال والأفكار وهذا ما يسمى بالذاكرة إنها امتداد الشعور في الزمان والمكان الماضيين



 أرثر شوبنهاور " الهوية الشخصية لا تتأسس على مادة الجسم أو صورته لأنهما عرضان قابلان للتجدد والتحول والتغير بينما الهوية الشخصية تبقى ثابتة قارة مطابقة لذاتها . كما أن الهوية الشخصية لا تتوقف على الشعور والذاكرة لأنهما لا يكفيان لتفسيرها ... وإنما تتوقف على الإرادة المتسمة بالثبات والتطابق فالإرادة هي نواة وجود الإنسان والركيزة الرئيسية التي تنبني عليها الهوية الشخصية فخلف كل ذات عارفة هناك ذات مريدة 

المحور الثاني من مجزوءة الوضع البشري : 
الشخص بوصفه قيمة

مواقف الفلاسفة


إيمانويل كانط " الشخص يستمد قوته من ذاته بكونه وسيلة يتم استخدامها لتحقيق غايات معينة .

إن الشخص بمثابة عقل أخلاقي عملي يمتلك كرامة ويستوجب الإحترام وهذا ما يجعله مميزا عن أشياء الطبيعة باعتبارها موضوعات غير عاقلة ووسائل يتم استخدامها لبلوغ غايات وأغراض معينة


جورج غوسدورف " قيمة الشخص لا تستمد من ذاته بل تتولد عن اشكال التضامن والتعاون الحاصل بينه وبين غيره ، فاستقلالية الشخص لا تعني العيش في وحدة وعزلة وإنما يعني الإنخراط داخل الجماعة والمشاركة في كل أشكال التضامن والتعاون القائمة فيها مع الإحتفاظ بخصوصيات ومميزات الذات ومن ثم تكون للشخص قيمة بقدر مايقدمه من تعاطف وتعاون ومشاركة مع الأخيار .

المحور الثالث من مجزوءة الوضع البشري :
الشخص بين الضرورة والحرية

مواقف الفلاسفة

جون بول سارتر " الشخص يتموقع داخل مجال الحرية لكونه يمتلك دون غيره من الكائنات القدرة عل تخطي وتجاوز الوضعية الراهنة والتعالي عليها بواسطة الشغل والفعل والحركة نحو وضعية مستقبلية يختارها بمحض وعيه وحريته وإرادته مما يجعله مسؤولا تمام المسؤولية عن مصيره ومستقبله وهذا ما يجعل منه مشروعا ، كما أن وجود الشخص يسبق ماهيته بالشخص يوجد أولا ثم بعد ذلك يحدد ماهيته بنفسه وحسب إرادته واختياره ، وهذا ما يجعله بمثابة نتيجة لأفعاله فالشخص هو ما يصنع بنفسه وهذا مايدل على امتلاكه لحرية مطلقة غير محدودة 

إيمانويل مونيي " الشخص يتموقع داخل مجال الحرية لكن هذه الحرية مشروطة بجملة من الإكراهات والإلتزامات والإشراطات فحرية الشخص ليست توكيدا مطلقا وليست خاصية بدون حدود بل هي محاطة بمجموعة من الموانع والعوائق والحواجز التي يجب اتخاذها كسند يتم الإعتماد عليه لتجاوز الوضع الراهن نحو وضع مستقبلي . إن الوضع الواقعي الذي يعيش في ظله الشخص هو ما يحد ويقيد حرية هذا الشخص مما يعني استحالة الحديث عن حرية مطلقة ، ناهيك عن كون حرية الشخص مرتبطة أشد الإرتباط بحرية الأخرين فهو لا يصبح حرا إلا بحرية الأشخاص المحيطين به

الثلاثاء، 5 مايو 2015

الشخص مجزوءة الوضع البشري

دروس الفلسفة الشخص مجزوءة الوضع البشري    

في هذا الموضوع سندرس مجزوءة السياسة مفهوم الدولة سنبدا اولا باعطاء :
تقديم مجزوءة الوضع البشري
ملخص مجزوءة الوضع البشري
مواقف الفلاسفة في مجزوءة الوضع البشري

تلخيص مواقف مجزوءة الوضع البشري

مفهوم الشخص الذي يندرج ضمن المجزوءة الأولى وهي مجزوءة الوضع البشري ويحتوي على ثلاث محاور : المحور الأول الشخص والهوية والمحور الثاني الشخص بوصفه قيمة المحور الثالث الشخص بين الضرورة والحرية .

يمكنك الاطلاع على مفهوم الغير مجزوءة الوضع البشري

الشخص مجزوءة الوضع البشري
الشخص مجزوءة الوضع البشري 

المحور الأول : الشخص والهوية 

مواقف الفلاسفة

يتناول هذا المحور الاول مفهوم الشخص مسألة الهوية الشخصية حيث يتساءل عن اسس ومكونات الهوية الشخصية هل هي الشعور والذاكرة ام هي الإرادة ؟ وفي هذا الإيطار يؤكد الفيلسوف النجليزي " جون لوك " أن الهوية الشخصية تتكون من الشعور الذي يمتلكه الإنسان بصدد أفعاله ا لخاصة فالشعور والفكر عنصران متلازمان لا يقبلان الإنفصال إذ هناك تلازم دائم بين المعرفة التي نحصلها وبين الإحساس والإدراك الراهن ، بالإظافة إلى مكون الشعور يقول لوك أن الهوية الشخصية تتسع وتمتد بالقدر الذي يمتد الشعور ليصل إلى الأفعال والأفكار وهذا ما يسمى بالذاكرة إنها امتداد الشعور في الزمان والمكان الماضيين .

وعلى خلاف هذا التصور يقر الفيلسوف الألماني " أرثر شوبنهاور " أن الهوية الشخصية لا تتأسس على مادة الجسم أو صورته لأنهما عرضان قابلان للتجدد والتحول والتغير بينما الهوية الشخصية تبقى ثابتة قارة مطابقة لذاتها . كما أن الهوية الشخصية لا تتوقف على الشعور والذاكرة لأنهما لا يكفيان لتفسيرها ... وإنما تتوقف على الإرادة المتسمة بالثبات والتطابق فالإرادة هي نواة وجود الإنسان والركيزة الرئيسية التي تنبني عليها الهوية الشخصية فخلف كل ذات عارفة هناك ذات مريدة .

المحور الثاني : الشخص بوصفه قيمة 

مواقف الفلاسفة

يعالج هذا المحور الثاني إشكالية مصدر ومنبع قيمة الشخص حيث يتساءل من أين يستمد الشخص قيمته هل من ذاته أم من اشكال التضامن والمشاركة والتعاون مع الأغيار ؟
يؤكد الفيلسوف الألماني " إيمانويل كانط " أن الشخص يستمد قوته من ذاته بكونه وسيلة يتم استخدامها لتحقيق غايات معينة .
إن الشخص بمثابة عقل أخلاقي عملي يمتلك كرامة ويستوجب الإحترام وهذا ما يجعله مميزا عن أشياء الطبيعة باعتبارها موضوعات غير عاقلة ووسائل يتم استخدامها لبلوغ غايات وأغراض معينة .

وعلى خلاف هذا التصور يقر الفيلسوف الفرنسي " جورج غوسدورف " أن قيمة الشخص لا تستمد من ذاته بل تتولد عن اشكال التضامن والتعاون الحاصل بينه وبين غيره ، فاستقلالية الشخص لا تعني العيش في وحدة وعزلة وإنما يعني الإنخراط داخل الجماعة والمشاركة في كل أشكال التضامن والتعاون القائمة فيها مع الإحتفاظ بخصوصيات ومميزات الذات ومن ثم تكون للشخص قيمة بقدر مايقدمه من تعاطف وتعاون ومشاركة مع الأخيار .

المحور الثالث : الشخص بين الضرورة والحرية 

مواقف الفلاسفة

يتطرق المحور الثالث لمفهوم الشخص لمسألة موقع الشخص بين الضرورة والحرية حيث يستفهم عن الشخص هل هو كائن حر أم كائن مقيد بضرورات ؟
يؤكد الفيلسوف  " جون بول سارتر " أن الشخص يتموقع داخل مجال الحرية لكونه يمتلك دون غيره من الكائنات القدرة عل تخطي وتجاوز الوضعية الراهنة والتعالي عليها بواسطة الشغل والفعل والحركة نحو وضعية مستقبلية يختارها بمحض وعيه وحريته وإرادته مما يجعله مسؤولا تمام المسؤولية عن مصيره ومستقبله وهذا ما يجعل منه مشروعا ، كما أن وجود الشخص يسبق ماهيته بالشخص يوجد أولا ثم بعد ذلك يحدد ماهيته بنفسه وحسب إرادته واختياره ، وهذا ما يجعله بمثابة نتيجة لأفعاله فالشخص هو ما يصنع بنفسه وهذا مايدل على امتلاكه لحرية مطلقة غير محدودة . 

وعلى خلاف هذا التصور يقرر الفيلسوف الفرنسي " إيمانويل مونيي " أن الشخص يتموقع داخل مجال الحرية لكن هذه الحرية مشروطة بجملة من الإكراهات والإلتزامات والإشراطات فحرية الشخص ليست توكيدا مطلقا وليست خاصية بدون حدود بل هي محاطة بمجموعة من الموانع والعوائق والحواجز التي يجب اتخاذها كسند يتم الإعتماد عليه لتجاوز الوضع الراهن نحو وضع مستقبلي . إن الوضع الواقعي الذي يعيش في ظله الشخص هو ما يحد ويقيد حرية هذا الشخص مما يعني استحالة الحديث عن حرية مطلقة ، ناهيك عن كون حرية الشخص مرتبطة أشد الإرتباط بحرية الأخرين فهو لا يصبح حرا إلا بحرية الأشخاص المحيطين به .
وفي نفس السياق يؤكد المفكر المغربي محمد الحبابي أن الشخص يمتلك حرية مقيدة مشروطة وذلك راجع الى الإكراهات والإلزامات التي تحيط به على جميع المستويات ويضيف الحبابي أن تحقيق الحرية يستلزم انتقال الإنسان من مرتبة الكائن الى مرتبة الشخص ويتم ذلك من خلال عملية التشخصن والتي تشترط التحكم في الغرائز والميولات البيولوجية من جهة وربط حرية الذات بحرية الغير أي الإنفتاح على الأغيار والخروج من حالة العزلة والإنطواء على الذات .