الأحد، 15 مايو 2016

مجزوءة الوضع البشري الشخص

دروس الفلسفة مجزوءة الوضع البشري الشخص    

في هذا الموضوع سندرس مجزوءة الوضع البشري مفهوم الشخص سنبدا اولا باعطاء :
تقديم مجزوءة الوضع البشري
ملخص مجزوءة الوضع البشري
مواقف الفلاسفة في مجزوءة الوضع البشري
تلخيص مواقف مجزوءة الوضع البشري 

مجزوءة الوضع البشري الشخص
مجزوءة الوضع البشري الشخص


تقديم مجزوءة الوضع البشري

إن الوضع البشري بنية مركبة تتميز بالتعقيد، حيث تتداخل فيه عدة مستويات، منها ما هو ذاتي، وما  هو موضوعي، وما هو علائقي، وما هو زماني، إذ يتحدد الكائن البشري ذاتيا بالوعي، وموضوعيا بالتواجد مع الغير، والعلاقة التي تربط بينهما (الذات – الغير)، إضافة إلى الامتداد في الزمان التاريخي
فالكائن البشري، فرد ذو ملامح بيولوجية، ونفسية، وذهنية خاصة. تجعل منه شخصا محددا يتمتع بقسط من حرية الإرادة، لكنه في نفس الوقت مشروط بمحددات اجتماعية ونفسية لا واعية، لكن تَشَكُّلُه لا يتم في معزل عن الغير. وهكذا فوجود الغير والعلاقة معه شرط ضروري لبناء الذات. إن هذا البعد الغيري، هو بعد ضروري إلى درجة اعتبار العزل الانفرادي للشخص شكلا من أشكال العقاب القاسي. لكن العلاقة مع الغير هي جزء من علاقة أوسع هي العلاقات الاجتماعية، لأن الآخرين ليسوا مجرد أفراد متناثرين هنا وهناك، بل يشكلون نظاما جماعيا عاما منظما اقتصاديا وسياسيا وإداريا هو المجتمع، الذي يخضع لصيرورة زمنية تطورية يترابط فيها الماضي والحاضر بالمستقبل تسمى: التاريخ


المحور الأول من مجزوءة الوضع البشري الشخص 
الشخص والهوية:

مواقف الفلاسفة

جون لوك "الهوية الشخصية تتكون من الشعور الذي يمتلكه الإنسان بصدد أفعاله الخاصة فالشعور والفكر عنصران متلازمان لا يقبلان الإنفصال إذ هناك تلازم دائم بين المعرفة التي نحصلها وبين الإحساس والإدراك الراهن ، بالإظافة إلى مكون الشعور يقول لوك أن الهوية الشخصية تتسع وتمتد بالقدر الذي يمتد الشعور ليصل إلى الأفعال والأفكار وهذا ما يسمى بالذاكرة إنها امتداد الشعور في الزمان والمكان الماضيين



 أرثر شوبنهاور " الهوية الشخصية لا تتأسس على مادة الجسم أو صورته لأنهما عرضان قابلان للتجدد والتحول والتغير بينما الهوية الشخصية تبقى ثابتة قارة مطابقة لذاتها . كما أن الهوية الشخصية لا تتوقف على الشعور والذاكرة لأنهما لا يكفيان لتفسيرها ... وإنما تتوقف على الإرادة المتسمة بالثبات والتطابق فالإرادة هي نواة وجود الإنسان والركيزة الرئيسية التي تنبني عليها الهوية الشخصية فخلف كل ذات عارفة هناك ذات مريدة 

المحور الثاني من مجزوءة الوضع البشري : 
الشخص بوصفه قيمة

مواقف الفلاسفة


إيمانويل كانط " الشخص يستمد قوته من ذاته بكونه وسيلة يتم استخدامها لتحقيق غايات معينة .

إن الشخص بمثابة عقل أخلاقي عملي يمتلك كرامة ويستوجب الإحترام وهذا ما يجعله مميزا عن أشياء الطبيعة باعتبارها موضوعات غير عاقلة ووسائل يتم استخدامها لبلوغ غايات وأغراض معينة


جورج غوسدورف " قيمة الشخص لا تستمد من ذاته بل تتولد عن اشكال التضامن والتعاون الحاصل بينه وبين غيره ، فاستقلالية الشخص لا تعني العيش في وحدة وعزلة وإنما يعني الإنخراط داخل الجماعة والمشاركة في كل أشكال التضامن والتعاون القائمة فيها مع الإحتفاظ بخصوصيات ومميزات الذات ومن ثم تكون للشخص قيمة بقدر مايقدمه من تعاطف وتعاون ومشاركة مع الأخيار .

المحور الثالث من مجزوءة الوضع البشري :
الشخص بين الضرورة والحرية

مواقف الفلاسفة

جون بول سارتر " الشخص يتموقع داخل مجال الحرية لكونه يمتلك دون غيره من الكائنات القدرة عل تخطي وتجاوز الوضعية الراهنة والتعالي عليها بواسطة الشغل والفعل والحركة نحو وضعية مستقبلية يختارها بمحض وعيه وحريته وإرادته مما يجعله مسؤولا تمام المسؤولية عن مصيره ومستقبله وهذا ما يجعل منه مشروعا ، كما أن وجود الشخص يسبق ماهيته بالشخص يوجد أولا ثم بعد ذلك يحدد ماهيته بنفسه وحسب إرادته واختياره ، وهذا ما يجعله بمثابة نتيجة لأفعاله فالشخص هو ما يصنع بنفسه وهذا مايدل على امتلاكه لحرية مطلقة غير محدودة 

إيمانويل مونيي " الشخص يتموقع داخل مجال الحرية لكن هذه الحرية مشروطة بجملة من الإكراهات والإلتزامات والإشراطات فحرية الشخص ليست توكيدا مطلقا وليست خاصية بدون حدود بل هي محاطة بمجموعة من الموانع والعوائق والحواجز التي يجب اتخاذها كسند يتم الإعتماد عليه لتجاوز الوضع الراهن نحو وضع مستقبلي . إن الوضع الواقعي الذي يعيش في ظله الشخص هو ما يحد ويقيد حرية هذا الشخص مما يعني استحالة الحديث عن حرية مطلقة ، ناهيك عن كون حرية الشخص مرتبطة أشد الإرتباط بحرية الأخرين فهو لا يصبح حرا إلا بحرية الأشخاص المحيطين به

الثلاثاء، 5 مايو 2015

الشخص مجزوءة الوضع البشري

دروس الفلسفة الشخص مجزوءة الوضع البشري    

في هذا الموضوع سندرس مجزوءة السياسة مفهوم الدولة سنبدا اولا باعطاء :
تقديم مجزوءة الوضع البشري
ملخص مجزوءة الوضع البشري
مواقف الفلاسفة في مجزوءة الوضع البشري

تلخيص مواقف مجزوءة الوضع البشري

مفهوم الشخص الذي يندرج ضمن المجزوءة الأولى وهي مجزوءة الوضع البشري ويحتوي على ثلاث محاور : المحور الأول الشخص والهوية والمحور الثاني الشخص بوصفه قيمة المحور الثالث الشخص بين الضرورة والحرية .

يمكنك الاطلاع على مفهوم الغير مجزوءة الوضع البشري

الشخص مجزوءة الوضع البشري
الشخص مجزوءة الوضع البشري 

المحور الأول : الشخص والهوية 

مواقف الفلاسفة

يتناول هذا المحور الاول مفهوم الشخص مسألة الهوية الشخصية حيث يتساءل عن اسس ومكونات الهوية الشخصية هل هي الشعور والذاكرة ام هي الإرادة ؟ وفي هذا الإيطار يؤكد الفيلسوف النجليزي " جون لوك " أن الهوية الشخصية تتكون من الشعور الذي يمتلكه الإنسان بصدد أفعاله ا لخاصة فالشعور والفكر عنصران متلازمان لا يقبلان الإنفصال إذ هناك تلازم دائم بين المعرفة التي نحصلها وبين الإحساس والإدراك الراهن ، بالإظافة إلى مكون الشعور يقول لوك أن الهوية الشخصية تتسع وتمتد بالقدر الذي يمتد الشعور ليصل إلى الأفعال والأفكار وهذا ما يسمى بالذاكرة إنها امتداد الشعور في الزمان والمكان الماضيين .

وعلى خلاف هذا التصور يقر الفيلسوف الألماني " أرثر شوبنهاور " أن الهوية الشخصية لا تتأسس على مادة الجسم أو صورته لأنهما عرضان قابلان للتجدد والتحول والتغير بينما الهوية الشخصية تبقى ثابتة قارة مطابقة لذاتها . كما أن الهوية الشخصية لا تتوقف على الشعور والذاكرة لأنهما لا يكفيان لتفسيرها ... وإنما تتوقف على الإرادة المتسمة بالثبات والتطابق فالإرادة هي نواة وجود الإنسان والركيزة الرئيسية التي تنبني عليها الهوية الشخصية فخلف كل ذات عارفة هناك ذات مريدة .

المحور الثاني : الشخص بوصفه قيمة 

مواقف الفلاسفة

يعالج هذا المحور الثاني إشكالية مصدر ومنبع قيمة الشخص حيث يتساءل من أين يستمد الشخص قيمته هل من ذاته أم من اشكال التضامن والمشاركة والتعاون مع الأغيار ؟
يؤكد الفيلسوف الألماني " إيمانويل كانط " أن الشخص يستمد قوته من ذاته بكونه وسيلة يتم استخدامها لتحقيق غايات معينة .
إن الشخص بمثابة عقل أخلاقي عملي يمتلك كرامة ويستوجب الإحترام وهذا ما يجعله مميزا عن أشياء الطبيعة باعتبارها موضوعات غير عاقلة ووسائل يتم استخدامها لبلوغ غايات وأغراض معينة .

وعلى خلاف هذا التصور يقر الفيلسوف الفرنسي " جورج غوسدورف " أن قيمة الشخص لا تستمد من ذاته بل تتولد عن اشكال التضامن والتعاون الحاصل بينه وبين غيره ، فاستقلالية الشخص لا تعني العيش في وحدة وعزلة وإنما يعني الإنخراط داخل الجماعة والمشاركة في كل أشكال التضامن والتعاون القائمة فيها مع الإحتفاظ بخصوصيات ومميزات الذات ومن ثم تكون للشخص قيمة بقدر مايقدمه من تعاطف وتعاون ومشاركة مع الأخيار .

المحور الثالث : الشخص بين الضرورة والحرية 

مواقف الفلاسفة

يتطرق المحور الثالث لمفهوم الشخص لمسألة موقع الشخص بين الضرورة والحرية حيث يستفهم عن الشخص هل هو كائن حر أم كائن مقيد بضرورات ؟
يؤكد الفيلسوف  " جون بول سارتر " أن الشخص يتموقع داخل مجال الحرية لكونه يمتلك دون غيره من الكائنات القدرة عل تخطي وتجاوز الوضعية الراهنة والتعالي عليها بواسطة الشغل والفعل والحركة نحو وضعية مستقبلية يختارها بمحض وعيه وحريته وإرادته مما يجعله مسؤولا تمام المسؤولية عن مصيره ومستقبله وهذا ما يجعل منه مشروعا ، كما أن وجود الشخص يسبق ماهيته بالشخص يوجد أولا ثم بعد ذلك يحدد ماهيته بنفسه وحسب إرادته واختياره ، وهذا ما يجعله بمثابة نتيجة لأفعاله فالشخص هو ما يصنع بنفسه وهذا مايدل على امتلاكه لحرية مطلقة غير محدودة . 

وعلى خلاف هذا التصور يقرر الفيلسوف الفرنسي " إيمانويل مونيي " أن الشخص يتموقع داخل مجال الحرية لكن هذه الحرية مشروطة بجملة من الإكراهات والإلتزامات والإشراطات فحرية الشخص ليست توكيدا مطلقا وليست خاصية بدون حدود بل هي محاطة بمجموعة من الموانع والعوائق والحواجز التي يجب اتخاذها كسند يتم الإعتماد عليه لتجاوز الوضع الراهن نحو وضع مستقبلي . إن الوضع الواقعي الذي يعيش في ظله الشخص هو ما يحد ويقيد حرية هذا الشخص مما يعني استحالة الحديث عن حرية مطلقة ، ناهيك عن كون حرية الشخص مرتبطة أشد الإرتباط بحرية الأخرين فهو لا يصبح حرا إلا بحرية الأشخاص المحيطين به .
وفي نفس السياق يؤكد المفكر المغربي محمد الحبابي أن الشخص يمتلك حرية مقيدة مشروطة وذلك راجع الى الإكراهات والإلزامات التي تحيط به على جميع المستويات ويضيف الحبابي أن تحقيق الحرية يستلزم انتقال الإنسان من مرتبة الكائن الى مرتبة الشخص ويتم ذلك من خلال عملية التشخصن والتي تشترط التحكم في الغرائز والميولات البيولوجية من جهة وربط حرية الذات بحرية الغير أي الإنفتاح على الأغيار والخروج من حالة العزلة والإنطواء على الذات .