المقدمة
تتكون المقدمة من تمهيدٍ مناسب يحدِّد الإطار العام للنص، أي المجزوءة التي يتأطر داخلها النص (الوضع البشري، المعرفة، السياسة، الأخلاق) والموضوع (الشخص، الغير،...) الذي يتحدث عنه النص، ويستشكل الدعوى التي يحملها بطرح سؤال أو أسئلة يجيب عنها النص. لأن المطلوب في هذه اللحظة من الإنشاء هو فهم النص وتأطيره في سياقه المعرفي، لذلك تسمى المقدمة بـمَطلب الفهم.
التحليل:
نبدأ باستخراج أطروحة النص الأساسية أي ماذا يقول النص باختصار، ثم الانتقال إلى تحليل النص، ويتوقف التحليل على شرح وتفسير وتبليغ مقصِد صاحب النص من كلامه بتفسيرِ موقفه وشرحه شرحاً مُفصلاً ومُدللاً وسليما (لغويا ومنطقيا)، وتتبع نسقيته فكرةً فكرة وفقرةً فقرة، والحرص على استعمال مفاهيمه وحُججه، فهي التي تحمل معانيه وتُبين مقاصده.
ويستحسن توظيف الاستشهاد من داخل النص، وينبغي أن يكون هذا الاستشهاد أمينا لا زيادة فيه ولا نقصان، ومُوجَزا دون تكرار معظم النص، ومُناسباً يحفظ للإنشاء اتساقه ومنطقه. ففي التحليل نركز جهودنا على التفكير مع النص تبياناً له دون الاعتراض عليه، أي استنطاق النص حسب تعبير الفيلسوف هانز جورج غادامير.
ونختم التحليل بخلاصة استنتاجية لموقف صاحب النص. ويمكن أن نضيف سؤالا يفتحنا على المناقشة.
المناقشة
بعد الانتهاء من تحليل النص نبيِّن قيمته وحدوده، وذلك بتجاوز أطروحته إلى أطروحات فلسفية أخرى مؤيدة توافقه ونقدية تخالفه، والتي تضفي على الإنشاء التكامل والعُمق في تناول الإشكال المطروح. أي أننا ننتقل من التفكير مع النص (كما في التحليل) إلى التفكير في النص والنظر في موقفه وحِجاجه من زوايا نقدية مختلفة. ونختم المناقشة بخلاصة للمواقف المخالفة.
الخاتمة
تكون خلاصة تركيبية تجمع بين المواقف، أو تنحاز إلى أحدها باعتبار قوة حُججه، أو تكون مُتسائلة ومفتوحة تزيد الإشكال عُمقا. مع التزام الدقة في التعبير والفهم والنقد.
منهجية تحليل ومناقشة قولة فلسفية
المقدمة: (4 نقط)
تمهيد مناسب للموضوع الذي تعالجه القولة (الشخص، الغير، الدولة...) وذلك بتأطيرها داخل المجال الفلسفي الذي تنتمي إليه، واستشكال المضمون المحوري الذي تجيب عنه، وتحويله إلى قضية قابلة للاستفهام والنقد، وهو استشكال غالبا ما تسبق معالجته خلال الدرس، ويطلب هنا مراعاة الربط المنطقي بين التمهيد وطرح الإشكال.
التحليل: (5 نقط)
البدء باستخراج الأطروحة الأساس في القولة، ثم الانتقال إلى شرح مضمونها شرحاً مفصلاً، بتوظيف مختلف المهارات والقدرات لتبليغه، وبعد ذلك ننفتح على موقف فلسفي (واحد على الأقل) يدافع عن هذا المضمون، لذلك يجب إحضار مختلف الحجج التي سيقت بصدد إثبات تلك الدعوى وترتيبها ترتيبا منطقيا يقوي حُجيتها ويُبلغ مقصد صاحبها بأمانة. ولا بأس من الاستشهاد من داخل القولة أو من الموقف الذي تحمله، شريطة أن يكون أمينا ومناسِبا وبين مزدوجتين "....".
ويمكن إنهاء التحليل باستنتاج مختصر، وبسؤال يفتحك على المناقشة.
المناقشة:(5 نقط)
هذه المرحلة تقتضي إبراز محدودية الموقف السابق، واستحضار مواقف فلسفية أخرى تعالج نفس الإشكال، لكنها تختلف معها في نوع المقاربة والمحاجة والاستنتاج، وتعترض عليها وتنتقدها، فمثلا إذا كان مضمون القولة يلخص إثبات حرية الشخص في تكوين شخصيته (سارتر مثلا)، فإن هناك مواقف أخرى تنفي وتدحض هذا الإثبات، وتأتي بأدلة مختلفة تعتبرها كافية للتدليل على عدم قدرة الشخص على تكوين شخصيته مادام خاضعا لحتميات موضوعية تلغي إرادته (باروخ اسبينوزا مثلا) .
الخاتمة:(3 نقط)
نختم المراحل السابقة باستنتاج تركيبي يجيب على التساؤلات السابقة، يجمع بين المواقف، أو ينحاز إلى أحدها، أو يطرح أفقا أوسع لحل الإشكال المطروح...
منهجية تحليل ومناقشة سؤال فلسفي
المقدمة : (4 نقط)
تمهيد يرتبط بالمجال الإشكالي للموضوع (المجزوءة والمفهوم) الذي يؤطر السؤال ثم إعادة صياغة هذا الأخير بشكل ينفتح على عدة مقاربات، ستكون محط اهتمامنا خلال العرض (التحليل وللمناقشة).
التحليل : (5 نقط)
أبدأ بشرح مفاهيم السؤال إن لم يسبق تعريفها في المقدمة، أو أُفصِّل فيها القول إن ذكرتُها مختصرة، ثم أنتقل إلى الأطروحة المفترضة في السؤال وأشرحها بشكلٍ يُركز على المضمون من جهة وعلى البنية الحجاجية من جهة ثانية. مثلا فيما يخص السؤال السابق يرتكز التحليل على شرح الموقف الأول، كما ينبغي توظيف الأمثلة والاستشهادات بدقة وأمانة وإيجاز... ثم ننهي التحليل بخلاصة للموقف وسؤال يفتحنا على المناقشة.
المناقشة : (5 نقط)
بعد مرحلة شرح الموقف السابق ننتقل إلى مرحلة الاختلاف والحوار بين المواقف الفلسفية، حيث نستحضر الأطروحات الأخرى المتمايزة والمتعارضة والتي تكشف حدود الموقف السابق وقصوره في الإحاطة بكل جوانب الإشكال المطروح، وتساهم هي في استكمال النظر فيه من زوايا فلسفية مُغايرة...
الخاتمة:(3 نقط)
تكون استجماعا لمحتوى العرض، بحصيلة مُقْنِعة ما أمكن للجواب على السؤال-الإشكال المطروح سلفا، وإبداء الرأي الشخصي إن كان ممكنا، والانفتاح على إشكالات أخرى مرتبطة به.